عشت الأيام الماضيه صراع داخلي شديد قبل ان اكتب هذه الكلمات حيث ان بداخلي ما يدعوني للتبيين ومشاركة اخواني ما اخشاه والتنبيه لمن تبلغه هذه الكلمات على ما نحن فيه من تلاعب بعقولنا وجهودنا وعواطفنا بل وبأرواحنا ومقدراتنا ومقدساتنا واستخدامها ضد مصالحنا وقضايانا لخدمة اغراض سياسية واقتصادية لأعدائنا ولكنني من جهة اخرى أخشى ان ابدوا كمن يغرد خارج السرب حيث نجح المتلاعبون بالأمه ان يجعلوا التيار ينجرف تماما باتجاه واحد لمصلحتهم ووجدت القليلين ممن يشاركونني هذا التنبه وبعضهم على جلالة قدره وعلمه يتكلم في هذا الموضوع على استحياء وبرمزيه وربما موقعه ومكانته وخشيته من عواقب ذلك تمنعه من التركيز والتوضيح في هذا الأمر ولكنني حسمت هذا الصراع بداخلي ورايت إنه لايحق لي السكوت على ذلك ولو تسبب لي ببعض النقد والمعارضه والتسفيه او حتى الملاحقه فليس لدي بحمد الله ما اخشاه او اخشى عليه حيث اوكلت امري لله سبحانه وتوكلت عليه ورايت ان اقول الحق وما اعتقده الصواب فإن اصبت وألهم الله بسبب هذا الكلام غيري إلى الصواب فهذا فضل الله وله الحمد وإن لم يغير ذلك شيئا فقد اقمت الحجه على من بلغ وأبرأت الذمه وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ولست شخصا ذا شأن أو منصب ولن يؤثر كلامي هذا من اتجاه التيار الحالي الذي طغى....
إنها سياسة التجهيل والأستغلال والتضليل التي مورست ضدنا على مدى العقود الماضية والتي افرزت تيارا بل تيارات و انا بصدد الكلام عنها وسوف تظهر لكم من سياق سرد ما عايشته وعايشه الكثير معي من احداث وفتن ومواعظ دروس مرت بنا خلال الـ 25 سنة الماضية ولكننا بطريقة ما ننسى العظه والدروس و كأننا نحقن بمخدر يعمينا عن التفكر والتأمل فيهاوهو مصداق لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم) ان بين يدي الساعه فتن كقطع الليل المظلم يرقق بعضها بعضا ..تجعل الحليم حيران ) وَعنِ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:
« إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ».
قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟
قَالَ: « الْقَتْلُ ».
قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟! إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا.
قَالَ: « إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ».
قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟!
قَالَ: « إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ». أخرجه أحمدُ(19492) ، وابنُ ماجه (3959) ، وابنُ حِبّان (1870) وغيرهم ، وصحّحه الألبانيُّ (سلسلة الأحاديث الصحيحة ، 1682)
بعد ان قرات هذا الحديث أصابتني رعده وعجبت فقد مرت بذهني احداث كثيرة بعد ان قرات هذا الحديث واحببت ان اشارككم التأمل فيها...
و ابدا قبل قرابة الـ 25 سنه حيث كنت شابا يافعا بدات في الألتزام بحماس في وقت بداية الصحوه الأسلامية آنذاك على يد من يقال انهم ينتمون حينها لتيار الاخوان المسلمين ( لم اعلم بهذه التقسيمات حينها ) وذلك بالاشتراك في المراكز الصيفيه ورفقة هؤلاء الأخوان ورغم اني عشت تربية متدينه على يد والدي حفظه الله وأمد بعمره والذي لم يكن يفته فرض في المسجد وبالذات صلاة الفجر وهو رجل متدين إلا ان تدين الشباب المليء بالحماسه والعاطفه والاناشيد والتحريض على الجهاد جعل حياتي تتغير تماما واصبحت انكر حتى على والدي ومجتمعي وارى نفسي وجماعتي الملتزمين غرباء عن هذا المجتمع حيث كانت فكرة الجهاد في افغانستان في ذروتها والمسيطرة على فكرنا و كانت تغذيها قصص الكرامات والأنتصارات التي تتحقق للمجاهدين فكانت تتوق انفسنا لنيل هذا الشرف وقد ذهب بعض من اصدقائي و بعضهم لم يتعدى الـ 18 وكان يتكفل لهم بكل شي من تذاكر ومصروف واستقبال حتى يسلم لقادة الجهاد في بشاور باكستان ولم اجروء حينها على مفاتحة والدي بالموضوع رغم حماستي الشديده لذلك ولا ادري اكان ذلك خيرا ام شرا والحمد لله على كل حال ولكنني وبعد ان ذهبت للجامعه بدات اسمع ان قادة الجهاد بدأو في الأقتتال بينهم ( قبل تحرير كابل ) وقد بدأ بعضهم يكفر بعض وبعضهم يحرض على بعض مع ان ملامح النصر على السوفيت بدأت تظهر ثم كانت الكارثه بعد تحرير كابل مباشره أن بدأ القتل والحرب فيما بينهم حيث لم نفرح كثيرا بالنصر على السوفيت ودحر اعتى قوه في العالم تلك الأيام ... وبقي الحال كذلك حتى جاءت طالبان والتي سيطرت على افغانستان وفرحنا بذلك ايما فرح ولم يبقى عالم او شيخ إلا واثنى عليهم ودعى لهم ولكننا بعد تكشف الكثير من المعلومات وافتضاح الكثير من القصص والوثائق عرفنا ان الجهاد في افغانستان كانت تموله وترعاه الأستخبارات الغربية و العربية وحرصوا على ان يبقى امراء الجهاد متفرقين يغذون بعضهم تاره ويغذون اخرين تارة أخرى ولا يسمحون بقيادة موحده وراية واحده ويظربون بينهم الفتن حتى يبقون تحت السيطره وينفذوا اهدافهم فقط لا اكثر من ذلك وهو اخراج الاتحاد السوفيتي من افغانستان وعدم السماح له بالوصول إلى المياه الدافئه عبر باكستان والتي كانت ايضا في دائرة السيطرة أو الوصول إلى الخليج ونفطه، ثم ايضا طالبان التي فرحنا بها لتطبيقها الشريعه بشكل جذري قيل انها صنيعة الأستخبارات الباكستانية،،، الله اكبر كم سفكت من دماء لشباب طاهر ولو كانت كل هذه الدماء ضد الشيوعيين لهانت ولكن كان منها بإيدي اخوانهم من المسلمين الذين وصفوا بالمجاهدين ؟؟؟!!! لمصلحة من تم تشجيع هؤلاء الشباب للذهاب للمحرقه والسكوت على قتلهم ؟؟؟!!! لقد عرفنا بعد زمن ان ذاك كان تنفيذا لاجندات الدول ودولتنا كانت تتكفل بالتذاكر والمال في سبيل ذلك؟؟؟ وكان المجتمع مجهلا مضلالا مستغلا......
لماذا سمحت السلطات لخيرت أبنائنا بان تكون دمائهم وقود هذه الحرب ؟؟؟ ثم بعد ذلك يتحولوا إلى ارهابيين حسب راي السلطات لاحقا؟؟؟!!! ولماذا لم يطلب من العلماء الذين اذا طلبوا اجابوا بفتوى لمنع ذلك وتحذير الشباب من هذه المحرقه والأكتفاء بالدعم المادي والاغاثي للأفغان مع علم السلطات بمن وراء هذه الحرب؟؟؟!!!...
بل والأطم من ذلك والأنكر انه بعد ان رجع من بقي منهم على قيد الحياه بعد ان ادرك انها فتنه اعتقل وعذب وطورد ومنع حتى من العمل والرزق الحلال وكل ذلك لأنه امر بمعروف او نهى عن منكر واراد الاصلاح أم انه اصبح مصدر خطر؟؟؟
كل ذلك وكان المجتمع مجهلا مضلالا مستغلا......؟!!!!
مشهد آخر في مكان أخر ولكنه اقرب إلينا خلال تلك الفترة من الزمن وبالتزامن معها قامت الثورة الايرانيه وتورط صدام في حربه مع ايران بإيعاز من امريكا بعد سقوط نظام الشاه الذي كان الحليف الأكبر لأمريكا في المنطقة بل انه كان اكثر اهمية من اسرائيل فقد اعتبر عصى امريكا الغليظة في المنطقه واداتها التي تمنع امتداد نفوذ الشيوعيين للخليج وفي نفس ترهب دول الخليج الناشئه والضعيفه ولكن الحال انقلب واصبحت ايران في حكم ثورة الخميني وغدت تهديدا مباشرا لنفط الخليج "حسب المصالح الأمريكيه" فدخل صدام الحرب بقواته طمعا في نفط ايران وغزلا بامريكا وان يصبح القوة العظمى في المنطقه سا وكانت سنوات الحرب الطاحنه ( 8 سنوات ) حيث مولت دول الخليج هذه الحرب وأولها السعودية انصياعا لتخويف امريكا لنا بان ايران لو انتصرت فسوف تستولي على الخليج، وقد دفع تكلفة هذه الحرب شعوب المنطقة فقتل واصيب وشرد من الطرفين الملايين من خيرة ابنائها وانهكت اقتصاداتها و اقتصادات دول الخليج بسبب فاتورة الحرب الهائله وتم تأخير مسيرة التنمية في المنطقه لعقد من الزمان واسؤ من ذلك كان زراعة وتنمية البغضاء لدى الطرفين وبدايات للصراع الطائفي فيما بعد وخلال ذلك كان المجتمع مجهلا ومضلالا ومستغلا......
فصل أخر ومكرر من المسرحيه حيث اشتعلت حرب الخليج الثانية سنة 90 م بعد اقل من سنتين من الحرب الأولى بخطة لاتقل مكرا ودهاء عن حرب افغانستان وايران بل ادهى حيث تم استدراج صدام حسين لغزو الكويت وعلى يد نفس المخرج " أمريكا " طمعا من صدام في الكويت ونفطه وغضبا من دول الخليج بعد ان نزل سعر النفط بأوامر امريكا للكويت وجيرانها إلى 8 دولار للبرميل وهو تقريبا سعر تكلفة الأنتاج ذلك الحين وهذا لتركيع العراق الذي اصبح يمثل الخطر ذلك الوقت بعد ان خرج من حرب ايران بجيش ضخم اعتبر حينه رابع اكبر جيش في العالم وبعد ان بدا يتوعد اسرائيل ويغير منهجه في العداء للاسلام كونه بعثيا "ولا انسى حينها قبل غزو الكويت بشهور حيث جمع العلماء المسلمين من الوطن العربي واعلن برائته من عقائد البعث الكفريه وتأكيده على ان الاسلام فوق كل شيء وقد علق عليه بعض العلماء فقال افلح الرجل ان صدق" ولكنها ايام ويغزو الكويت وتقع اكبر الفتن في ذلك التاريخ وأفتت هيئة كبار العلماء في السعودية بطلب من السلطات بجواز الأستعانه بالكفار وادخالهم جزيرة العرب لصد عدوان صدام عن الكويت و العدوان المحتمل ضد السعودية ولا انسى ذلك الحين مناصحات بعض المشايخ ومعارضتهم لذلك وعلى رأسهم فضيله الشيخ العلامه الذي جمع بين العلم الشرعي وفقه الواقع والقراءة الثاقبه لمجريات الأحداث واستشراف المستقبل الشيخ سفر الحوالي شافاه الله وعافاه في رسالته الشهيره " وعد كسنجر" والذي انصح بقرائته بشده شرح فيه لعبة امريكا "بشكل عجيب وعبقري ذلك الوقت "وحذر من الأنجرار وراء ذلك المخطط ولكنه لقي ما لقي من رد هيئة كبار العلماء وتحذيرهم له ثم اعتقاله وسجنه بعدها على يد السلطات مستندين على تحذير كبار العلماء له ومعه مجموعه من المشايخ لاحقا مثل الشيخ سلمان العوده وناصر العمر وسعيد بن زعير وعايض القرني ومجموعه من المشايخ الشباب في حينه ممن عارض دخول القوات الأجنبية والحرب ضد العراق ونشا بدلا من ذلك حينها ما يسمى بالفرقه الجامية التي غالت في الحكام حتى حرمت انتقادهم والنصح لهم وللامه وانتهجت اسلوب النيل من الدعاة والمشايخ والتحذير منهم ومعاداة من يرى غير رائيهم وكرههم الشباب واعتبروهم علماء للسلاطين والحكام ،،،
ورغم ان صدام اكد عدم رغبته في تطوير عدوانه ضد السعودية وانه كان على استعداد للخروج من الكويت في وقت من الوقات إلا ان مخطط الحرب مضى رغم معارضة الكثير من الناس في الداخل وفي انحاء العالم العربي وقتل من ابناء العراق من قتل ودمرت مقدرات العراق وقدراته ودفعت السعودية فاتورة الحرب كاملةً بل انه قيل ان التكاليف كانت اضعاف مضاعفه قيمتها الحقيقيه واصبحت البلد مثقله بالديون لفترة سنوات عديده رغم انها البلد النفطي الأول في العالم وأسؤ من ذلك انقسام العالم العربي مع وضد وتراكم الاحقاد علينا نتيجه استقوائنا وتحالفنا مع العدو الأول في المنطقه ضد اخوتنا ومن كان يوما ما نسميه حامي البوابه الشرقيه وسيف العرب ضد اسرائيل ومن كان الرابح الوحيد من كل ما جرى ومن بقاء السيطرة على امدادات النفط واسعاره المتدنية؟؟؟ .... وكل ذلك وكان المجتمع مجهلا مضلالا مستغلا ....
مشهد جديد والدهاء والخبث يصل ذروته ( لأنه يحقق النجاح تلو النجاح ) تتفطن الاستخبارات الأمريكيه لنمو الصحوه في بلادنا وعودة المجاهدين من افغانستان ومدى رغبتهم في تصحيح الاوضاع في المنطقة ورفع الظلم ومقاومة امريكا مع ما صاحب ذلك من نمو تيار بين المجتمع يشجع ذلك ويدعمه ونمو الوعي لدى ابناء المنطقه وبدء تفطنهم لمصدر الخطر ومع رغبتها اكمال مخططها في السيطرة الكاملة على العراق والقضاء على الخصم الجريح هناك تقوم الاستخبارات الامريكيه بصناعة الوهم والشبح الجديد " بن لادن " والقاعدة في ظل وجود شيوخ الصحوه في السجون ...
تصنع الأسخبارات الأمريكيه بعض المنازلات التمهيديه مع القاعده تذكرني بالوحش الذي يداعب ويتلاعب بصيده الصغير فيسمح له ببعض النجاحات التي تحقق الهدف قبل افتراسه حتى تقع حادثة سبتمبر 2001 والعجيب انه قبلها بسنتين وتحديدا سنة 98 م قامت القاعدة بعمليات في السعوديه حتى ينفر الراي العام السعودي من الارهاب الذي بدا متزامنا مع كره امريكا كما قلت سابقا،،، وفعلا بدات الفتاوى ضد الأرهاب وبدا المجتمع يستهجن ذلك ثم تاتي العمليه الكبرى 911 التي قالت كثير من المصادر ان الأستخبارات الأمريكيه على علم بها قبل وقوعها على الأقل ( ان لم تساعد في تنفيذها ) وكانت ذريعه لأمريكا لاحتلال افغانستان التي استخدمت المجاهدين سابقا لأخراج السوفيت منها !!!
ثم الكارثة الكبرى للمنطقة وهي احتلال العراق في مارس 2003 وهي الجائزه الكبرى برايهم ودول المنطقه الكبار ( السعودية ومصر وايران ) تتفرج بل تدعم بطريقه غير مباشرة وهذا فهوم بالنسبة لأيران بل مطلوب ولكن المصيبه موقف دول الخليج وعلى رأسها السعودية لماذا قبلت وساندت وهم يعلمون بخفايا الأمور؟؟؟ ولضمان سكوت المجتمع السعودي الذي عارض الاحتلال وبدا يدعم الجهاد في العراق استخدمت من جديد الوسيله الفعاله لتغيير موقفه ونفذت عملية تفجيرات المحيا في نوفمبر 2003 والتي تبرا تنظيم القاعدة منها ( يبدوا انهم فهموا اللعبه مؤخرا ) وفعلا جيش المجتمع ضد الارهاب والفئة الضالة واصبح الجهاد ضد الأمريكان أو تمويل المجاهدين في العراق جريمه لايستطيع ان يشفع فيها احد ..... وكل ذلك وكان المجتمع مجهلا مضلالا مستغلا ....
ولكن الأمور لم تمض على هوى امريكا هذه المره في العراق حيث انقلب السحر على الساحر وارتد المكر على اهله فهذا تنظيم القاعده والمجاهدين في العراق من بعثيين سابقين واكثرية اهل السنه وحتى بعض الشيعه يذيقون القوات الامريكيه صنوف الاذلال والخسائر البشريه وجربوا كل شيء للسيطرة على ذلك ولم ينجحوا حتى ظهر حقدهم وفشلهم وخسارتهم في ابشع صورها في ابو غريب حيث يظهر الوجه الحقيقي المتوحش البربري بعد ان نزع المقاومون عنهم الوجه الحضاري الانساني المزيف وفي هذه الأثناء لعبت ايران لعبتها الماكره ( وهذا مفهوم فكل يهتم بمصالحه ) حيث استغلت كل شيء لتحكم سيطرتها على الوضع السياسي في البلد بعد ان مهدت لكل شيء مسبقا واستغلت الظرف اقصى استغلال ولك ان تتصور نمر واسد يتصارعان على فريسه ويأتي ضبع انتهازي فيستل الفريسه في غفلة من الأثنين او رغما عنهما وبأقل التكاليف والجهد فما كان من الأمريكان والوضع هكذا ( العراقيين السنه يهزمونهم عسكريا وايران عن طريق الشيعه العراقيين تهزمهم سياسيا وكذلك تهزم امام طالبان في افغانستان وكذلك تهديد ربيبتها اسرائيل وهزيمتها في لبنان 2006 وغزه 2008 و قد بدأ إنهيار احلام الأمبراطوريه الامريكيه مع تفاقم الوضع والازمة المالية الخانقه التي عصفت بها وكادت تدمر أقتصادها والأقتصاد العالمي معها ) إلا التوصل إلى حيلة جديده ومخرج لها لأبقاء الهيمنه على مصدر الطاقة والمال في العالم لانعاش اقتصادها إضافة لكبح تهديد العرب والمسلمين في المنطقه كونهم الخطر القادم على الغرب والمؤهلين بجميع المعايير لخلافة امريكا والغرب في قيادة العالم سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا ( على المدى البعيد ) كما هو الحال مع الصين والهند ولكن مع فارق كونهم يملكون اهم عناصر القوه في المستقبل وهي الطاقة والموقع الجغرافي والمقدسات التي يحتاجها كل العالم .....
لقد جربت امريكا كل الحيل سابقا من الحيل السياسية والاقتصادية والعسكريه ولم تعد تنفع لتحقيق الأهداف في اخضاع شعوب المنطقه وبقي حيلة اخيرة ولكنها الأخطر والأشد فتكا والأقل تكلفه والأكثر فعالية بالنسبة لأمريكا وهي تأجيج الصراعات الطائفية والقبلية الداخليه وتفتيت النسيج الاجتماعي في المنطقة بإذكاء الصراعات المعتمده على المذاهب والاديان والعرقيات والتناحر القبلي لكي ياتي الجميع في النهاية مهرولا لأمريكا طلبا للنجده والحماية وقد بدات بهذه الحيلة في العراق فنجحت إلى حد كبير وقد ساعدها في ذلك ايران والقاعده فاشتعل القتل والتناحر بين السنه والشيعه حتى وصل لابشع صوره حيث وصل القتل والتعذيب والأنتقام المتبادل على الأسم والهوية كما وصل الأستهداف للاماكن المقدسه للطرفين وانعكس ذلك العداء وأمتد لدول اخرى مثل لبنان حيث حصل اغتيال الحريري عام 2005 م الذي لا اشك أن من نفذه هي الأستخبارات الأسرائيلية بالنيابه عن الأمريكان وبمساعدتهم خدمة لهذا الغرض والهدف فسبب ذلك للبنانيين عدم استقرارا وخطرا اكثر من التهديد الاسرائيلي الذي استطاعوا ردعه عام 2006 م ثم جاء دور السعودية وحربها مع حوثيي اليمن قبل ثم ها هي الأن في البحرين في ابشع صوره والمنطقة الشرقية في السعودية ليست ببعيد وبدا يتحرك الموضوع في الكويت وسوريا ليهدد انظمة هذه الدول واستقرارها واقتصادها ويؤذن بحروب شرسه وسفك للدماء وانشقاقات وفوضى كبيرة خصوصا مع استغلال رغبة ركوب موجة الثورات العربية المطالبة بالحرية من الديكتاتوريات .... وكل ذلك و مجتمعات المنطقة مجهله ومضلله ومستغله ....
وناتي الأن للأحداث الحالية وهنا بيت القصيد ومكمن الخطر الداهم الذي احذر منه وانبه له وقد تم تجهيل المجتمعات به وتضليلها عنه واستغلالها بتأجيج عواطفها الدينيه لمصلح العدو الأول لنا وهو الولايات المتحده الأمريكيه وربيبتها أو ربتها ( على القولين ) اسرائيل وحزبها الغربي وربما الشرقي....
بناءَ على ما تقدم فإنه قد يختلف البعض او الكثير هذه الايام معي في تحليل الاوضاع الراهنه من ناحية دور ايران في المنطقة هل هي ضمن بيادق اللعبه ام لاعبا اساسيا أو ثانويا فيها ولكنني اعتقد اننا يجب ان نتفق على اي حال ان الصراع الطائفي هو وسيلة القوى اللاعبة في المنطقة للسيطرة عليها والعبث بها في الوقت الحالي ونستحظر هذا الخطر في الذهن.... وبدلا من التشكيك في ايران ونواياها واطماعها في العراق وفي الخليج وتعاملها مع اسرائيل والكلام الذي لايؤدي إلا لزيادة الأصطفاف الطائفي في المنطقه كان الأحرى والأجدى بدول المنطقه ان تتبرا من امريكا وتخرج من عبائتها وسيطرتها وهي تستطيع الان وتدعم المقاومه للاحتلال سواء في العراق أو فلسطين وتعارض حصار غزه وضرب لبنان( حقيقة لا شكلا ) وتعطي شعوبها الحريات والحقوق قبل ان تتهم ايران بأي شيء من ذلك وبهذا تسحب البساط من تحت ايران وتكسب الرأي العام حتى عند الشيعه وعند بقية الدول العربية والأسلامية وبذلك تحجم الدور الأيراني بالفعل ويكفي السعوديه أنها لو وثقت بها شعوب العالم الأسلامي بانها حرة القرار وتدعم بقوه وصدق قضايا المسلمين الكبرى فإن احدا لن يجرا ان يهددها لأن الملايين ستزحف حقيقة ً لحماية الحرمين وخدام الحرمين ....
هنا ورغم ما ذكرته سابقا من تمهيد ونظرة تاريخية لما يجري في المنطقة خلال الـ 25 سنه الماضية اتصور بعض من يقرا هذه السطور يريد الأن ان يصب علي سيلا من الاقناع والحجج بان ايران هي العدو وهي التي تمارس ذلك فقط وانها هي الخطر الاكبر ويستدعي كل قصص الصفويين وخطرهم واطماع الفرس المجوس في المنطقه وخيانة الشيعه وولائهم لمراجعهم في ايران ومدى كرههم للسنه وووو... فأقول له بالنسبة للشيعه بوجه عام فإننا نتفق كسنه على فساد كثير من معتقداتهم نتيجة بناء مذهبهم او عقيدتهم "ان شئت" على اسس عاطفيه منحرفه لحد الابتداع في المبلغة في تعظيم الأإمة من آل البيت واتهام كل من يخالفهم بمناصبتهم العداء ولذلك فهم يتهموننا بأننا نواصب معادين لآل البيت كذبا وزورا وهذه أمور تغذيها السياسة بالدرجة الأولى ومنذ عهد علي وابنائه الحسن والحسين رضي الله عنهم واعتقادهم ان الخلافه انتزعت منهم وهم احق بها ( كما يتفق معهم على ذلك كثير من اهل السنه والصحابه في حينه ) واحساسهم بالجور والظلم السياسي من الاغلبية ( اهل السنه والجماعه ) منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالي ويستغل ذلك قادتهم وملاليهم وكل من يريد تحريكهم سياسيا لخدمة غرض معين فإذا اتفقنا على ذلك فما هو الأسلوب الأسلم للتعامل معهم ؟؟؟ هل هو بمزيد من النبذ والكراهيه والتضييق والتخوين والقمع ؟؟؟ ام بتصفيتهم جميعا ورميهم في البحر أو ارسالهم لأيران كما يقترح البعض؟؟؟
ان اي عاقل بصير يعلم بعواقب الأمور ويستحظر هذه الخلفيات ليعلم ان انسب طريقة للتعامل مع الشيعه هي اطفاء مخاوفهم ومنع التحريض ضدهم وتفنيد مزاعم المظلومية والنبذ والكراهيه ضدهم التي يغذيهم بها من يريد استغلالهم ولا ازعم ان ذلك سوف يجتث ولائهم لمراجعهم بإيران فهذا شي صعب حسب عقيدتهم التي انتشرت مؤخرا وهي ولاية الفقيه ( وسوف اتطرق لها ادناه ) ولكنه سوف يخفف كثيرا جدا من القدره على تحريكهم واستغلالهم ضد بلدانهم إن العدالة الاجتماعيه واعطاء الحقوق المدنية بدون تمييز تجعل المهاجر يعطي ولائه لبلاد ليس له فيها جذور ولا ارض ولا تاريخ مثل ما يحصل بامريكا واوربا فكيف بمن يشاركنا الوطن ؟؟؟؟
اذا اتفقنا على ذلك فمن مصلحة من هذا التأجيج ضد الشيعه ؟ لماذا ينبري الكتاب للخوض في ذلك في الصحف وفضاء المنتديات والمواقع الاجتماعيه ؟ويقوم الأإمه على المنابر لتاجيج ذلك ؟ ويتداول الناس في مجالسهم ذلك بحضور المشايخ والوجهاء والمسؤلين ؟ لماذا تقوم قنوات خاصه بالعمل على إذكاء الفتنه ليل نهار؟؟؟ حتى ان بعض الحمقى والجهلة يطالب بفتح المجال لكي يذهب ويذبح في الشيعه ويعمل فيهم القتل؟؟!!! لماذا تقوم المعالجات السياسية والساسة على اللعب على هذا الوتر كما حصل في البحرين وسوريا؟؟؟ من هو المستفيد من تغذية هذا الصراع؟؟ حتى ولو كان الهدف ان تتغلب إرادة طائفة على طائفة الأن فإن حقد الطائفة المغلوبه سيكبر وسوف تاتي الفرصه التي يستغلونها للانتقام وتنفيس هذا الحقد وقد تكون غير بعيده فكل شيء على وشك الأنفجار كل هذا خدمة لجهة واحده وهو اللاعب الكبر في المنطقة ( أمريكا واسرائيل ) .... وكل ذلك و مجتمعات المنطقة مجهله ومضلله ومستغله ....
اذن فإن التأجيج الطائفي الكبير من الطرفين ( سنه وشيعه ) واستعماله في تحقيق مأرب سياسية مثل ما حصل في البحرين ويحصل حاليا في سوريا ونخشى منه في اليمن والكويت والسعودية ماهو إلا تنفيذ للخطه التي رسمت للمنطقه لتخضيعها والسيطرة عليها وتفتيتها وللاسف فقد انساق العامة و كثير من الخاصه من المثقفين والدعاة بل والعلماء وراء ذلك بشكل عجيب غريب مريب وبقي قلة من العقلاء المدركين ما بين ملتزم للصمت في هذا الشان ومتابع أو متكلم على استحياء حتى لا يعاكس التيار واقل القليل من جرأ على الكلام...
ثم ان هذا البلد المملكه العربية السعودية كونها تحتضن الحرمين وقبلة المسلمين ومعقل الأسلام واهل السنه والجماعه ومنبع التوحيد فإن دولتها واهلها وبالذات مثقفيها ودعاتها وعلمائها يجب عليهم شرعيا احتضان واحتواء الجميع من شتى المذاهب والطرق الأسلاميه والتبيين لهم بالتي هي احسن وتقوية العلاقات والاواصر مع جميع المسلمين حتى يكون مكان اجماع جميع المسلمين واهل القبله عليهم بغض النظر عن مذاهبهم ومشاربهم وعرقياتهم مع التبيين والدعوه بالتي هي احسن لكل مخالف ومبتدع... كما ان كون هذا البلد يمثل اهمية لبلاد الدنيا اقتصاديا ودينيا وجغرافيا فإنه يجب أن يكون اكثر البلاد استقرارا حتى لا يطمع فيه الطامعون والتهييج الطائفي واعطاء الفرصه للتلاعب السياسي لا يخدم استقرار البلد باي حال من الأحوال.
وازء كل هذا التلاعب وطوال العقود الماضيه بشعوب المنطقه وبمقدراتها وثرواتها ومقدساتها وارواح ابنائها من قبل اعداء الأمه ( والدول والنخب تعلم بذلك ) وفي ضل الثورات المباركه في العالم العربي في كل من تونس و مصر وليبيا واليمن وسوريا وقريبا في العراق والأردن والمغرب والجزائر التي تؤسس لعصر جديد من امتلاك الشعوب لقراراتها وحرياتها لتعبر وتنمي الوعي لدى ابنائها لحفظ مصالحها وخدمة قضاياها فأنه ينبغي لدول المنطقه وبالذات دول الخليج واهمها المملكه العربية السعودية ان توقف سياسات التجهيل والتضليل والأستغلال التي تمارس على شعوبها وتفضحها وتكشفها وتؤمن بمقدراتها وثرواتها وامكانات شعوبها الحقيقية حيث انها الأن وفي هذه المرحلة مؤهله لقيادة العالم العربي والأسلامي بل والعالم اجمع وتعطي هذه الشعوب حقوقها السياسية والاقتصادية لتشارك في صناعة القرار وتستقوي بها على العدو الذي يحاول السيطرة عليها أو شق صفها أو الطامع بثرواتها وبالمكان تجهيز جيوش وامكانات قادرة على حماية البلد ومصالحه وقد اثبتت شعوب الخليج ولائها ووفائها لحكامها فلا اقل ان يواجه الوفاء بمثله.....
وختاما اذكر بما اوردته سابقا عنِ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:
« إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ».
قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟
قَالَ: « الْقَتْلُ ».
قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟! إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا.
قَالَ: « إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ».
قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟!
قَالَ: « إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ"
الخلاصه يجب أن ندعوا لوقف التأجيج الطائفي والدعوات للفتنه من الجميع فورا وبالذات من العلماء والدعاة والمثقفين والوجهاء والمسؤلين وان نخرج من السيطرة وسياسة التجهيل والتضليل والتأثير التي يمارسها علينا الامريكان والغرب لصالح قضايانا وقضايا المسلمين الكبرى وان تعطى الشعوب فرصتها في المشاركه في الحكم والاختيار وحماية المقدسات...
ألا هل بلغت اللهم فاشهد ....
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبة عبدالله بن محمد آل مطارد العمري
الاحد 22 ربيع الثاني 1432 هـ