- بن لادن مجاهد صادق ( كما نعلم عنه ) واضح المنهج رغم اختلافنا معه واهدافه مشروعه عند عامة المسلمين بل وعند الذين يقاومون الهيمنه الأجنبية على منطقتنا وذلك في بدايات جهاده ولايختلف الكثير ممن عرفوه وعرفوا عنه على ذلك من المسلمين وحتى من الغرب ( انظر ماذا كتب عنه الصحفي فسك وغيره ) ولكن هل ما نسب إليه في الخمس عشر سنة الأخيرة هي من صنعه وتخطيطه اصلا ؟ ام انها صنائع امريكية تبناها عن معرفة أو جهل منه بمآلاتها ؟ الخلاف كبير وطويل حول ذلك ولكل فريق حججة المقنعه ويتضح ذلك في الحدث الأشهر والأكثر تأثيرا وهو ضرب مركز التجارة في نيويورك حيث كثرت التحليلات والشهادات من جهات ذات وزن واطلاع على انها ان لم تكن صنيعه استخباراتية امريكيه كاملة فهي على الأقل تعلم بها وسهلت امرها... إذن فإن نسبة كثير من الاحداث وأفعال المنظمات التي تدعي الأنتماء إلى القاعدة منذ 11 سبتمبر إلى الأن يحوم حولها شك كبير.... على الأقل اكد الأمريكان وغيرهم ان بن لادن منذ ذلك الحين لم يكن يسيطر على هذه التنظيمات " تنظيميا " ولكن كان فكره ومنهجه ملهم لها...
- كنت سأخشى لو اعلن عن وفاته قبل هذا التاريخ ( مع انني اميل إلى ان الرجل توفي منذ غزو افغانستان اي قبل عشر سنين ) ان يكون التعاطف معه يدفع بالكثير لتبني ما ينسب إليه من فكر ارهابي ضار بقضايانا كمنهج وليس كهدف ولكن بعد الثورات المباركه في تونس ومصر واليمن ووصول جماهير الامة لطريقة تستطيع فيها التغيير ورفض التسلط والهيمنه بوسائل سلمية اصبحت لا اخشى على احد ان يعود لفكر القاعدة بل إننا نرى ان القاعدة خمدت بشكل كبير مع احداث الثورات وكأننا نرى ان هذه الثورات ايضا هي التي دفعت الأمريكان لأعلان قتل الرجل ( لأن بقاء بن لادن لم يعد يفيدهم بشيء بل اصبح قتله انتصار معنوي لهم وانتخابي لأوباما ) مؤذنة بإسدال الستار على مشهد من مشاهد صراع الأمة مع اعدائها واصبح للصراع والمقاومة اساليب اخرى وساحات جديدة غير الجهاد بالوكالة عن الشعوب المغلوبة على امرها ( الذي تولاه بن لادن ورفاقه ) بعد ان بدات هذه الشعوب تملك قراراتها بنفسها...ـ
لذلك اقول انه لاخوف الأن من رمزية بن لادن فقد عرفت شعوب المنطقه الطريق وبدات السير فيه و لم يعد يخيفها تسلط السلطات الأمنية فوق رقابها بحجة مديح لـ بن لادن هنا او هناك ولم يعد يهمها كثيرا رضاء امريكا عنها إليها لأنها تصالحت مع نفسها و لم يعد يمتلك الغرب مفاتيح اللعبة في بلادها كما كان يمتلكها سابقا....
سوف يبقى بن لادن لغزا كبيرا تنسج حوله الحكايات والأساطير والجدل ومثال الثائر الشجاع المضحي بالثروة والنفس والأهل وملهما لمن يرفض الأستبداد ولمن يرفض الهيمنه الأجنبية في بلاد المسلمين مثل تشي غيفارا عند قومه....
No comments:
Post a Comment